أخي المسلم:

قالت عائشة رضي الله عنها: كان بين يدي النبي ركوة أو علبة
فيها ماء، فجعل يدخل يده في الماء، فيمسح بها وجهه ويقول: { لا إله إلا الله إن للموت سكرات } [البخاري وفي لفظ أنه كان يقول عند
موته: (اللهم أعني على سكرات الموت) أحمد والترمذي وحسنه الحاكم]. والسكرات هي
الشدائد والكربات.
وتشديد الله تعالى على أنبيائه عند الموت رفعة في أحوالهم، وكمال
لدرجاتهم، ولا يفهم من هذا أن الله تعالى شدد عليهم أكثر مما شدد على العصاة
والمخلطين، فإن تشديده على هؤلاء عقوبة لهم ومؤاخذة على إجرامهم، فلا نسبة بينه
وبين هذا.
فيا أيها المغرور:
فما
لك ليس يعمل فيك وعظ *** ولا زجر كأنك من جماد
ستندم
إن رحلت بغير زاد *** وتشقى إذ يناديك المنادي
فلا
تأمن لذي الدنيا صلاحا *** فإن صلاحها عين الفساد
ولا
تفرح بمال تقتنيه *** فإنك فيه معكوس المراد
وتب
مما جنيت وأنت حس *** وكن متنبها قبل الرقاد
أترضى
أن تكون رفيق قوم *** لهم زاد وأنت بغير زاد؟!
يا كثير السيئات غداً ترى عملك، ويا هاتك الحرمات إلى متى تديم زللك؟
أما تعلم أن الموت يسعى في تبديد شملك؟ أما تخاف أن تؤخذ على قبيح فعلك؟ واعجبا لك
من راحل تركت الزاد في غير رحلك!! أين فطنتك ويقظتك وتدبير عقلك؟ أما بارزت
بالقبيح فأين الحزن؟ أما علمت أن الحق يعلم السر والعلن؟ ستعرف خبرك يوم ترحل عن
الوطن، وستنتبه من رقادك ويزول هذا الوسن. قال يزيد بن تميم: ( من لم يردعه الموت
والقرآن، ثم تناطحت عنده الجبال لم يرتدع!!
).
0 التعليقات: